بيان قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي
في الذكرى الثامنة عشر لاستشهاد القائد الخالد صدام حسين
{مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}
(الأحزاب:23(
يا أبناء شعبنا العراقي العظيم
أيها الأحرار في كل مكان
يا أبناء الأمة العربية المجيدة
يا سيدي، أيها القائد الساكن في الضمائر الحية وقلوب الأحرار في كل مكان، يا بطلاً اختار الشهادة في سبيل الله والوطن وقضايا الأمة، يا من رحلت وخلّفت في قلوب العرب فخراً ومجداً مؤثلاً، أيها الفارس الميت الحي، لك من كل ضمير حي ويدافع عن القيم الإنسانية بأبهى صورها، تحية إجلال وإكبار لك في ذكرى رحيلك، الذي أثار الهلع في قلوب قاتليك عملاء المحتل الأمريكي والإيراني، ولم تلن لك قناة ولم يرتجف لك قلب أو بنان، وزرعت في قلب محبيك ثقة مطلقة بأنك عندما سلكت طريق التضحية بحياتك، فإنما فعلت ذلك لأنك أردت أن تعطي درساً بليغاً لكل من يسأل، هل تستحق المبادئ أن يضحي الإنسان من أجلها؟ وهل يستحق الوطن وما فيه من شعب وتاريخ وحضارة أن يرحل قائد المسيرة من أجل ذلك، فقلتَ لكل السائلين بعملك لا بلسانك، نعم وها أنا ذا أحدو الركب ولا ألتفت إلى الوراء، لأنني عهدت بالأمانة لمن توسمت فيه الثقة، بأنه سيواصل المسيرة حتى يحقق وطننا وشعبنا أهدافهما كاملة، بنفس الشموخ والإباء.
أيها البعثيون في كل مكان وخاصةً في قطرنا العراقي، بلد السجل الأكبر في تاريخ الفداء، يبقى الاستشهاد درساً غامضاً وعصياً على الفهم، إلا لمن يختار أن يجسده عملياً بإرادة واعية وسبق إصرار، ويكتب فصوله الكاملة بجدارة ورجولة باذخة، تنهل من تاريخ ناصع لأمة حفل تاريخها بكل ما هو بهي وناصع، فامتدت بسفرها العظيم لمساحات شاسعة، وأمدت العالم بألق الحضارة وسمو العدل والقيم الإنسانية السامية جيلاً بعد جيل.
في مثل هذا اليوم الذي نطقت الإنسانية بملء فمها حكاية البطولة وكأنها لم تنطق مثلها سابقاً، بعد أن جسدها القائد صدام حسين في مثل هذا اليوم 30 كانون الأول 2006، الذي صادف فجر الأضحى 1427، عندما مضى بعزيمة نحو موت أسطوري خالد الصفحات مردداً الشهادتين لا يلوي على شيء، ليرسم معالم طريق النصر الزاخر بالتضحيات، ليس ضرباً من التباهي وإنما إيماناً راسخاً بعدالة القضية التي جاهد طويلاً حتى يصل إليها فوصلها في الوقت الذي اختاره هو وليس عدوه اللئيم المملوء بكل أفانين الحقد والكراهية، فانتصر عليهم مرة أخرى عندما قهرهم في طريقة موته واقفاً بإباء، والجلادون يرتجفون بين يديه، تكاد صاعقة الرعب أن تقتلعهم من بيوتهم ومقارهم التي ظنوها مانعتهم من الشعب وقواه الثورية الفاعلة، لا سيما فرسان البعث الذين سجلوا أنصع الصفحات في تاريخ العراق والأمة العربية، فاستحقوا بجدارة احتلال موقعهم تحت الشمس مثابة يستدل بها السائرون على هداها.
يا أبطال الأمة
في مثل هذا اليوم الندي، رحل قائد الأمة ورمزها الشهيد البطل صدام حسين، الذي اختار الموت بشرف وكرامة، ليصنع الحياة لأبناء شعبه ووطنه وأمته، حياة فيها من الشموخ ما تعجز الألسن عن وصفه، والأقلام وإن علت بها رتب البلاغة عن سرد تفاصيله، فهو رحيل خاص لرجل نذر نفسه إيماناً بالمبادئ، من أجل بعث الأمة من جديد في عالم لا مكان فيه للضعفاء والجبناء، في هذا اليوم الذي يستحق بجدارة أن نطلق عليه يوم الفداء، بإكبار أمام بطل الواقعة النادرة، التي لم تمر هباء، بل شاء الله سبحانه وتعالى أن تسجلها عيون كاميرا عدوٍ لم يتخل عن رخصه وهو أمام موت من طراز خاص، فأراد منها تسجيل لحظة أنها تنطلق عن وهن، كي يتاجر فيها في سوق التفاهة أو يحقق ربحاً عابراً، من وراء المتاجرة بها في سوق اكتظ بالنخاسين وبائعي الوطن والشرف، ولكن انقلب عليهم مسرح الجريمة، فكان كالصاعقة التي انقضّت عليهم فدمرت ما أرادوا إخراجه من مسرح جريمتهم الكبرى في فجر الأضحى، لرجل هو خير الرجال وأشجع الرجال، فأظهرهم عراة على حقيقتهم، بلا شرف ولا قيم وطنية أو دينية أخلاقية.
تحية للقائد الفذ في ذكرى رحيله التي ما تزال تشحذ فينا الهمم وتشد من عضدنا لتحقيق النصر على لصوص الأوطان ومفسدي الحياة السياسية في العراق، والذين لم يألوا جهداً إلا فعلوه لربط العراق بإيران إلى الأبد، وحرصوا على تأمين مصالح البلد الذي اختار العداء للعراق عن حقد تاريخي موروث على مر الأزمان، فاستحقوا لعنة الله، والتاريخ والناس أجمعين، تحية لشهداء العراق والأمة العربية.
قيادة قطر العراق
لحزب البعث العربي الاشتراكي
بغداد الرشيد 30 كانون الأول 2024